أسباب العنوسة والأسلوب الأمثل لعلاجها

طالبنا الإسلام بالمبادرة في تزويج البنات وتيسير أمور هذا الزواج وقال إن خير النساء بركة أيسرهن مؤنة، أي صداقاً. وحذر من تأخير زواج الفتاة والتباطؤ في ذلك، وبين المضار التي تترتب على هذا التأخير وما يحصل آنذاك من الفتنة والفساد العريض.



وعندما تقرأ واقع مجتمعات المسلمين تجد كثرة العوانس وانتشار هذه الظاهرة التي من أهم أسبابها مخالفة هدي النبي، صلى الله عليه وسلم، في تزويج الفتيات.


"سيدتي" تناقش هذه الظاهرة مع علماء المسلمين..


حول خطورة هذه الظاهرة وكيفية علاجها يقول الشيخ الدكتور يحيى بن علي العمري، عضو هيئة التدريس بقسم الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:


ظاهرة العنوسة تعود إلى أسباب منها:
  • غلاء المهور وعدم قدرة الشباب على تحمل تكاليف الزواج.
  • وضع الشروط التعجيزية من جهة أهل الفتاة أو الشاب.
  • عزوف بعض الرجال الراغبين بالزواج عنه لتوفر الفتن وسهولتها.
  • غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن.
  • الرغبة في الدراسة، سواء من طرف الشاب أو الفتاة.


أما طرق حل هذه المشكلة فهي كالتالي:

  • ينبغي على أهل الفتاة البحث عن الرجل المناسب الذي يستطيع أن يسعد ابنتهم وعدم النظر إلى غلاء المهر، وإنما البحث عن رجل دين وأخلاق طيبة يحفظ على ابنتهم دينها ويصونها ويسعدها.
  • على الفتاة ألا تعتذر عن الزواج بحجة مواصلة التعليم، فيضيع عمرها وتصل إلى مرحلة العنوسة، فلا تجد من يتزوجها، لكن يمكن أن تتفق مع الزوج على مواصلة التعليم وهي متزوجة.
  • بعضهم يتعلق بحجة إكمال الدراسة أو الخوف من المصاريف، زاعمين أن الزواج يحول بينهم وبين ما يرومون من مواصلة التحصيل، فمتى كان الزواج عائقاً عن التحصيل العلمي؟ بل لقد ثبت بالتجربة والواقع أن الزواج الموفق يعين على تفرغ الذهن وصفاء النفس وراحة الفكر وأنس الضمير والخاطر، فالله عزَّ وجلَّ يقول: (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).
  • تيسير سبل الزواج وتزويج الأكفاء وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الدخيلة التي لا تتناسب مع ديننا الحنيف.





مشكلة مؤرقة

ثم تحدث الشيخ سالم بن مبارك المحارفي، إمام وخطيب جامع ابن عساكر والموجه التربوي بقاعدة الرياض الجوية فقال


عن العنوسة وأسبابها وعلاجها:
هي من إفرازات الحضارة المعاصرة، وقد أصبحت مشكلة تؤرق المصلحين، وبكت من خلالها الفتيات لذهاب أعمارهن وهن يصارعن الوحدة ولم يذقن أطيب ما في الدنيا من تكوين أسرة صالحة تتمتع بأولاد يحملون عنهن هموم الدنيا وتبعاتها.

قد تكون الفتاة أحد هذه الأسباب حين تصر على إكمال دراستها، وترفض الارتباط بزوج وهي على مقاعد الدراسة، وحينئذ تقل مواصفات المتقدمين لها وأعدادهم، وكذلك طمع الأب في راتب ابنته ورغبته التزود من المال على حسابها طمعاً ودناءة نفس خاصة مع غناه وحاجتها.

وقد يكون من الأسباب تشدد الأهل مع الرجل المتقدم لابنتهم فهم يريدون رجلاً تكون فيه الصفات الخارقة، والشاب يريد امرأة تجمع الصفات الملائكية والحور العين.

ومنها كذلك رفض المرأة أو الأهل القبول برجل في غير مستواهم فتبقى حبيسة البيت كسيرة الخاطر تلفها الجدران من كل جانب وتصبح حكاية النساء كل يوم في سؤال يتردد عليها أو على أمها هل تقدم أحد لفلانة؟

وبعض الشباب مقتدر مادياً، لكنه يريد أن يتمتع بشبابه ينتقل من بلد لبلد ومن مكان لآخر حتى يتقدم في السن ثم يتزوج كبيراً وهو مع هذه السن يصعب عليه تربية أولاده لفارق العمر بينه وبينهم، هم يتقدمون فيقوون، وهو يتقدم في العمر فيضعف.

ولو تفهم الناس الحكمة من الزواج لأدركوا فضيلته ولسارعوا بتطبيق توجيهات القرآن الكريم وسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)..

وروى النسائي وأبو داود والإمام أحمد بلفظ:«تزوجوا الودود فإني مكاثر بكم الأمم وتكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة» وهو حديث صحيح رواه الشافعي عن ابن عمر قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: الأحاديث الواردة في ذلك كثيرة، فأما حديث: فإني مكاثر بكم فصح من حديث أنس بلفظ: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم يوم القيامة. أخرجه ابن حبان وذكره الشافعي بلاغاً عن ابن عمر بلفظ: تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم وللبيهقي من حديث أبي أمامة: تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم ولا تكونوا كرهبانية النصارى. انتهى.

فنصيحتي للرجال والنساء المسارعة بالزواج متى تهيأت أسبابه وعدم التسويف فيه وتركه لئلا يكون المرء مجانباً لسنة عظيمة من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام من دون عذر مقبول، وعلى الأهل التخفيف من الشروط والمهور حتى يبارك الله لهم في بناتهم وأولادهم، ولا يتشددوا في أمر النسب ما دام مكافئاً ذا خلق ودين، فإن المجتمع يئن من كثرة الممارسات الخاطئة الناجمة عن ترك البنات بلا زواج، ما يجعل الفتاة تبحث عن حاجتها بالطريق الحرام فتتسبب بحرج كبير لأهلها، منكسة رأس والدها وإخوانها، ولو تزوجت لكان العرض مصوناً والدين محفوظاً.




الزوج الصالح


ثم تحدث الشيخ ناصر بن غازي الحربي، الداعية المعروف فقال:
لا شك أن هذا الموضوع من أهم الأشياء التي يجب أن تبين للناس، فقد كتب عنه كثير من العلماء والفقهاء والكتاب، فهو موضوع يهم المجتمعات الإسلامية وغيرها. وظاهرة العنوسة وكثرة


انتشارها لها أسباب لعل من أهمها:
  • غلاء المهور فكثير من الفتيات تتمنى الزوج الصالح الذي يملأ عليها حياتها سعادة وتكون أسرة متدينة يملؤها الحب والألفة والمحبة.
  • عدم تفهم الأسرة لموقف الفتاة عند الزواج فلا بد من التفاهم بين الاثنين، الرجل والمرأة.
  • المباهاة في المهور مما يتسبب في عزوف الشاب عن الزواج، وبذلك تبقى الفتاة عانساً، فقد أثبتت الدراسات، سواء في المجتمعات العربية أو الأوروبية أن أمر العنوسة يشكل خطراً كبيراً على الفتاة أولاً ثم المجتمع.
  • يجب على الأب أن يراعي هذا الأمر باختيار الزوج الصالح، كما قال عليه الصلاة والسلام: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..» إلى آخر الحديث.
ومن الحلول لهذه المشكلة:
  • يجب إعطاء الفتاة حق الخيار للزوج بعد النظر لبعضهما.
  • عدم التنفير للخاطب بمطالبته بمهر يثقل كاهله.
  • على الأب أن يستعين بالله ثم بأهل الصلاح من أئمة المساجد ويخبرهم ولا مانع أن يستشيرهم في ذلك.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
youssef Louraiga