الجلوس إلى العرافات







 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:

فقد روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "
من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً"، قال العلامة العثيمين رحمه الله: "ظاهر الحديث أنّ مجرد السؤال يوجب عدم قبول صلاته أربعين يوماً، ولكنه ليس على إطلاقه، فسؤال العراف ونحوه ينقسم إلى أقسام:
- القسم الأول: أن يسأله سؤالاً مجرداً؛ فهذا حرام لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً.."، فإثبات العقوبة على سؤاله يدل على تحريمه، إذ لا عقوبة إلا على فعل محرم.

- القسم الثاني: أن يسأله فيصدقه ويعتبر قوله، فهذا كفر لأنّ تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن، حيث قال تعالى: "
قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله..".

- القسم الثالث: أن يسأله ليختبره: هل هو صادق أم كاذب، لا لأجل أن يأخذ بقوله؛ فهذا لا بأس فيه، ولا يدخل في الحديث، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد؛ فقال: "
ماذا خبأت لك؟" قال: الدخ، فقال: "اخسأ؛ فلن تعدو قدرك"، فالنبي صلى الله عليه وسلم سأل عن شيء أضمره له؛ لأجل أن يختبره، فأخبره به.

- القسم الرابع: أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه، فيمتحنه في أمور ليتبين بها كذبه وعجزه، وهذا مطلوب، وقد يكون واجباً، وإبطال قول الكهنة لا شك مطلوب.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
youssef Louraiga