لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة



عندما تشاهد هذا الكون ، وهو على شساعته غير قابل للقيس .. فإنّ المسافات والأعداد التي نعرفها .. لا تعني شيئا .. ما أعظمك يا الله وما أعظم حكمتك وقدرتك .. وما أوسع رحمتك وحلمك ولطفك ..


واسمعوا ما قال الصّادق المصدوق :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء )
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/158
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]



دنيانا هذه بكل ما فيها من أراضي وبحار وجبال وأموال وبلدان ومدن ... والتي يعيش الملايين وليس لهم همّ إلا الجري وراءها ، والقتال لحيازتها والحسد لأثريائها والتنافس عليها .. هذه الدنيا لا تساوي عند الله تعالى جناح بعوضة ( والبعوضة عندنا هي النمّوسة ، وليست الذبابة )

تأمّلوا رجاء هذه الصّور وتدبّروا جيّدا :





أرأيت أرضنا التي تبدو لنا واسعة .. كم هي ضئيلة وصغيرة ليس في الكون كلّه بل في مجموعتنا الشمسيّة والتي تعتبر ضئيلة للغاية في مجرّة درب التبّانة ..؟؟؟


وقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :

(إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) [آل عمران:190-191].


ويعتبر التفكر في خلق الله عبادة ثوابها كبير تزيد المؤمن خشية لله، فأكثر الناس خوفاً من الله هو أكثرهم علماً بالله تعالى . ولكي ندرك من هو الله عز وجل علينا أن نتفكر في خلق الله القائل: (صُنع الله الذي أتقن كل شيء) [النمل: 88].


طيّب كوكبنا ومجموعتنا الشمسيّة تنتمي إلى مجرّة درب التبّانة ، والتي تحوي أكثر من مائة ألف مليون نجم ، يبلغ عرضها أكثر من مائة ألف سنة ضوئيّة ( سرعة الضوء = 300000 كلم / ثانية )




كان العلماء يعتقدون أنّ هناك مجرّة واحدة وهي التي يوجد فيها كوكبنا ومجموعتنا الشمسيّة .. لكن بتطوّر العلم اكتشفوا أنّ الكون يعجّ بالمجرّات وأنّ عددها بالمليارات وأنّها تشكل نسيجا محبوكا في غاية الإحكام والنظام .. ، قال الله تعالى في سورة الذاريات الآية 7: ( والسّماء ذات الحبك )
قال الإمام ابن كثير : (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ )

أي: حُبكت بالنجوم، ولو تأملنا المقالات الصادرة حديثاً عن هذا النسيج نلاحظ أن العلماء يقولون: إن الكون حُبك بالمجرات.

وهنا أدعوكم إلى التأمّل جيّدا في هذه الصّور والتي تعبّر كلّ نقطة مضيئة فيها عن مجرّة من المجرّات فسبحان الله بديع السّماوات والأرض ..





ومن الأشياء الغريبة التي لاحظها العلماء هي : الشبه الكبير بين نسيج الكون ونسيج خلايا المخ ( بعد تكبيرها طبعا ) وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الخالق واحد: ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) [الزمر: 62].
  
 

فالحمد لله على نعمة الإسلام ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله لهذا ..

وفي الختام انظروا أحبّتي مقدار جرأتنا على معصية الله تعالى ، وهو ربّنا العظيم الذي لو شاء لأهلك من في الأرض كلّهم جميعا في أقل من رمشة عين ..( قال سبحانه وتعالى في سورة الملك : .. أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ..) إننا في الحقيقة نقصّر في طاعته ونرتكب المعاصي لأنّنا لا نعرفه حق المعرفة فما قدرناه حقّ قدره ، فاللهم اغفر لنا ذنوبنا كلّها دقّها وجلّها أوّلها وآخرها علانيّتها وسرّها .. آمين ياربّ .





تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
youssef Louraiga